حوادث و قضايا

تشييع جثماني طالبتي الطب ضحيتى «خط غاز الواحات»

وسط أجواء من الحزن، وبعد نحو أسبوعين من البقاء داخل مستشفى «أهل مصر» للحروق، إثر إصابتهما الكبيرة جراء انفجار خط الغاز بطريق الواحات، شُيّعت ظهر أمس جنازتا الطالبتين فى كلية طب الأسنان بجامعتى القاهرة و٦ أكتوبر «سما عادل» و«منة الله أيمن» من مسجد الحصرى بمدينة السادس من أكتوبر.

ثروت فتحى الطويل، جد «منة الله» انهار قرب السيارة التى حملت النعش، وسقط على الأرض أكثر من مرة، وهو يردد: «هاتوا منة.. سيبونى أروح معاها.. راحت منى وقبل منها مراتى ناهد»، فيما بدا والد «سما» عاجزًا عن الوقوف، بينما ارتدى أصدقاء الضحيتين السواد، ووقفوا صامتين. «كان عايز يركب معاها فى العربية.. مسكوا فيه بالعافية»، يقول أحد الحضور، فيما بدا الحزن يعلو على الوجوه، والملابس كلها سوداء، والأنين المكتوم يعلو فوق صوت القرآن، أمام المسجد، إذ شُيّعت جنازتا الطالبتين. ثروت فتحى الطويل، الرجل السبعينى، لم يُطق الوقوف، انهار على الأرض، سقط مرة، وراح يزحف نحو السيارة التى تقل نعش «منة الله»، أراد أن يرافقها، أن يُدفن معها، لكن الأيدى شدّته للخلف، ظلّ يتمتم: «سيبونى أمشى وراها.. سيبونى أروح معاها».

لم يكن والد سما أحسن حالًا، جلس على الرصيف واضعًا رأسه بين كفيه، صديقات الطالبتين حضرن ووضعن الورود البيضاء أمام المسجد، ووقفن بجوار بعضهن كأنهن فرقة عزاء جماعية. فى الداخل، كانت الخطبة قصيرة، واختصر الإمام فى الكلام، وكأن الجميع اتفق على أن الصمت أبلغ من أى وعظ، وأن الوجع أكبر من أن يُروى.

 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى