التحول الرقمي يعيد تشكيل صناعة التأمين ويقودها نحو مستقبل أكثر ذكاء
التحول الرقمي يعيد تشكيل صناعة التأمين ويقودها نحو مستقبل أكثر ذكاء
كتبت – عبير أحمد
أكد اتحاد شركات التأمين المصرية في نشرته الأسبوعية أن التحول الرقمي في قطاع التأمين أصبح يتجاوز مجرد إدخال أدوات تكنولوجية جديدة، ليشمل إعادة تصميم شاملة للعمليات ونماذج الأعمال، ما انعكس إيجابًا على كفاءة التشغيل ومرونة التعامل مع العملاء وتقديم خدمات أكثر سلاسة وشفافية.
وأشار الاتحاد إلى أن العديد من الشركات أعادت صياغة نموذج أعمالها ليعتمد بالكامل على المنصات الرقمية، مما يتيح للعملاء إتمام جميع الإجراءات، بدءًا من طلب عروض الأسعار وحتى تقديم المطالبات، عبر الإنترنت أو التطبيقات الذكية، دون الحاجة إلى المعاملات الورقية التقليدية. وأسهم ذلك في تقليص زمن الحصول على الخدمة وزيادة الشفافية ورفع مستوى رضا العملاء.
وسلط الاتحاد الضوء على تجارب ناجحة في تأمين السيارات عبر نموذج التأمين القائم على الاستخدام، الذي يعتمد على تطبيقات هاتفية لجمع بيانات فعلية عن سلوك السائقين، بما يسمح بتسعير أكثر دقة يعكس حجم المخاطر الفعلية. كما أشار إلى انتشار منتجات التأمين الجزئي والتأمين عند الطلب، خاصة مع ازدهار التجارة الإلكترونية، حيث بات بإمكان العملاء الحصول على تغطية فورية لمشترياتهم أو لأجهزتهم الإلكترونية عند الحاجة فقط.
وفي المقابل، اعتبر الاتحاد أن استمرار الاعتماد على الأنظمة القديمة يمثل عقبة رئيسية أمام التطوير نظرًا لتكلفتها العالية وتعقيدها، لافتًا إلى أن التحول إلى الحوسبة السحابية يمثل فرصة استراتيجية لخفض التكاليف وتعزيز قدرات تحليل البيانات وتطوير منتجات تأمينية أكثر تخصيصًا.
وأكد أن التحول الرقمي يفتح آفاقًا واسعة لتوسيع الإيرادات عبر تقديم خدمات استباقية لإدارة المخاطر، مثل استخدام بيانات إنترنت الأشياء لتوفير تنبيهات مبكرة، والاستفادة من الأجهزة القابلة للارتداء لتعزيز الوقاية الصحية، إلى جانب تطوير حلول الأمن السيبراني للحد من الهجمات الرقمية.
وشدد الاتحاد على أن صناعة التأمين تقف أمام فرصة لإعادة تعريف دورها من مجرد مزود للحماية إلى شريك استراتيجي في حياة العملاء يقدم قيمة مضافة مستمرة، موضحًا أن النجاح المستقبلي مرهون بدمج التكنولوجيا بالتفكير الاستراتيجي والتحول الثقافي داخل المؤسسات، مع الالتزام الصارم بمعايير حماية البيانات وخصوصية العملاء.
واختتم بأن مستقبل صناعة التأمين سيتجه نحو دمج أعمق للتقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، مع تعزيز التعاون مع قطاعات أخرى لتقديم حلول شاملة ومرنة تلبي احتياجات سوق عالمي سريع التغير.
