تراجع طلبات إعانة البطالة الأمريكية يعزز ثقة الفيدرالي في متانة الاقتصاد
تراجع طلبات إعانة البطالة الأمريكية يعزز ثقة الفيدرالي في متانة الاقتصاد
سجلت الطلبات الجديدة لإعانة البطالة في الولايات المتحدة انخفاضًا ملحوظًا الأسبوع الماضي، لتصل إلى 218 ألف طلب فقط بعد التعديل الموسمي، متراجعة بنحو 14 ألف طلب عن الأسبوع السابق، وأقل بكثير من توقعات داو جونز البالغة 235 ألف طلب، وفق بيانات وزارة العمل الأمريكية.
هذا التراجع المفاجئ منح مجلس الاحتياطي الفيدرالي مزيدًا من الثقة في قوة سوق العمل، خاصة أنه جاء بعد أسبوع واحد من قرار خفض سعر الفائدة الرئيسي بمقدار ربع نقطة مئوية إلى نطاق يتراوح بين 4% و4.25%، في أول خطوة تيسيرية خلال عام 2025.
وأظهرت البيانات استقرار الطلبات المستمرة تقريبًا، حيث انخفضت بنحو ألفي طلب لتستقر عند 1.926 مليون طلب، ما يعكس استمرار تمسك الشركات بعمالها رغم تباطؤ وتيرة التوظيف في الأشهر الأخيرة.
يأتي هذا التطور بالتزامن مع بيانات اقتصادية قوية عززت الثقة في نمو الاقتصاد الأمريكي، إذ أظهرت التقديرات النهائية للناتج المحلي الإجمالي ارتفاعًا بنسبة 3.8% في الربع الثاني من العام، مقارنة بانكماش 0.6% في الربع الأول، مدفوعًا بزيادة إنفاق المستهلكين بنسبة 2.5%، وتحسن مبيعات المنازل الجديدة بنسبة 20.5%، في أكبر قفزة منذ يناير 2022.
كما ارتفع الإنفاق على السلع المعمرة بنسبة 2.9% خلال أغسطس، متفوقًا على التوقعات التي رجحت تراجعًا طفيفًا، فيما سجلت الطلبات على السلع المعمرة – باستثناء قطاع النقل والدفاع – زيادات إيجابية، ما يعكس قوة الطلب الكامن في السوق.
ويترقب المستثمرون الاجتماعين المقبلين للجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في أكتوبر وديسمبر، وسط توقعات بخفض إضافي لأسعار الفائدة إذا استمر زخم التباطؤ في سوق العمل، رغم المؤشرات الحالية التي تقدم صورة أكثر إشراقًا عن الاقتصاد الأمريكي.
وفي خطاب حديث، أكد جيروم باول، رئيس الفيدرالي، أن الاقتصاد الأمريكي يثبت مرونته في مواجهة التحديات التجارية والجيوسياسية، لكنه أشار إلى أن السياسة النقدية لا تزال مقيدة نسبيًا، ما يترك الباب مفتوحًا أمام المزيد من خطوات التيسير إذا اقتضت البيانات الاقتصادية.
