اقتصاد وأسواق

إعادة تقييم أسعار السياحة المصرية بما يليق بقيمة آثارها التاريخية

إعادة تقييم أسعار السياحة المصرية بما يليق بقيمة آثارها التاريخية

أكد الدكتور أحمد بدران، أستاذ الآثار بجامعة القاهرة، أن المتحف المصري الكبير يمثل هدية مصر للعالم بأسره، مشيراً إلى أنه يعد من أكبر المتاحف في العالم، إذ تفوق مساحته نظيره البريطاني بخمسة أضعاف، وتزيد عن متحف اللوفر بضعفين، مما يعكس حجم العظمة الحضارية التي تحتضنها أرض مصر.

وأوضح بدران أن ما يقرب من خمسين ألف قطعة أثرية تخضع حالياً لأعمال الترميم تمهيداً لعرضها ضمن مقتنيات المتحف الكبير، الذي ينتظر العالم افتتاحه باعتباره حدثاً ثقافياً استثنائياً يليق بتاريخ مصر ومكانتها. وأضاف أن هذا الصرح العملاق سيُعيد رسم خريطة السياحة الثقافية في العالم، مشيراً إلى أن التجارب السابقة مثل احتفاليتي “المومياوات الملكية” و”طريق الكباش” أثبتت قدرة الدولة المصرية على إبهار العالم وتنظيم فعاليات ذات طابع حضاري متميز.

وتحدث أستاذ الآثار عن منظومة العرض الجديدة داخل المتحف المصري الكبير، والتي تتيح للزائر تجربة بصرية ومعرفية فريدة تجمع بين الحداثة والتاريخ، مؤكداً أن الكنوز المعروضة ستقدم للزائرين رؤية متكاملة لتاريخ الحضارة المصرية عبر آلاف السنين.

وأشار بدران إلى أن مصر تمتلك المقومات الكاملة لاستقبال أكثر من ثلاثين مليون سائح سنوياً، بفضل ما تشهده من تطوير شامل في البنية التحتية السياحية والمناطق الأثرية، مؤكداً أن الدولة تسير بخطى واثقة نحو ترسيخ مكانتها كوجهة أولى للسياحة الثقافية على مستوى العالم.

وفي سياق متصل، شدد بدران على ضرورة إعادة النظر في تسعيرة دخول المواقع الأثرية والمتاحف المصرية، بحيث تتناسب مع القيمة التاريخية والفنية لتلك المعالم، موضحاً أن سعر تذكرة دخول المتحف المصري الكبير حالياً يبلغ نحو 25 دولاراً، وهو سعر يقل كثيراً عن متوسط الأسعار العالمية، داعياً إلى رفعه ليصل إلى ما بين 40 و50 دولاراً للأجانب، بما يتماشى مع القيمة الفريدة التي تقدمها التجربة السياحية المصرية.

وأكد الخبير الأثري أن رفع تسعيرة الزيارة لا يعني تقليل الإقبال، بل العكس، إذ يُسهم في تعزيز مكانة المقاصد السياحية المصرية كوجهات فاخرة ذات قيمة حضارية وإنسانية عالية، موضحاً أن السائح الأجنبي يبحث عن التجربة الأصيلة أكثر من السعر المنخفض، وأن مصر تملك ما يميزها من تنوع في المنتج السياحي يجمع بين التاريخ والثقافة والترفيه.

واختتم بدران حديثه بالتأكيد على أن الاستثمار في السياحة الثقافية هو استثمار في الهوية المصرية ذاتها، داعياً إلى إطلاق حملة دولية للترويج للمتحف المصري الكبير كرمز لعظمة التاريخ المصري وقدرته الدائمة على التجدد والإبهار.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى