الاتحاد: التأمين ركيزة التنمية في أفريقيا وداعم رئيسي للنمو الاقتصادي المستدام
الاتحاد: التأمين ركيزة التنمية في أفريقيا وداعم رئيسي للنمو الاقتصادي المستدام
كتبت – عبير أحمد
أكد الاتحاد المصري لشركات التأمين أن القطاع التأميني في القارة الأفريقية بات يمثل أحد أهم محركات النمو الاقتصادي والاجتماعي، باعتباره أداة فاعلة لتحقيق الاستقرار ودعم التنمية في الاقتصادات الناشئة، وليس مجرد وسيلة لتعويض الخسائر الناتجة عن الكوارث أو الأزمات المالية.
وأوضح الاتحاد في نشرته الدورية أن صناعة التأمين أصبحت لاعبًا محوريًا في تمويل المشروعات الكبرى، بما في ذلك مشروعات البنية التحتية والطاقة والنقل والاتصالات، وهو ما يجعلها شريكًا حقيقيًا للحكومات والقطاع الخاص في تحقيق النمو المستدام وتحفيز الاستثمار طويل الأجل.
وأشار التقرير إلى أن الدول الأفريقية التي تمتلك أسواق تأمين أكثر تطورًا مثل جنوب أفريقيا والمغرب ومصر وكينيا، أظهرت قدرة أكبر على الصمود أمام الصدمات الاقتصادية وتقليل الاعتماد على التمويل الخارجي، بفضل انتشار التغطية التأمينية التي توفر حماية مالية للأفراد والمشروعات الصغيرة والمتوسطة وتحد من الحاجة إلى الاقتراض الطارئ في أوقات الأزمات.
وكشف الاتحاد أن الدراسات الاقتصادية الحديثة تؤكد وجود علاقة مباشرة بين توسع سوق التأمين وزيادة النمو الاقتصادي، إذ إن كل ارتفاع بنسبة 1% في حجم أقساط التأمين مقارنة بالناتج المحلي الإجمالي يمكن أن يسهم في رفع معدل النمو بما يتراوح بين 0.4% و0.6%، ما يعكس الدور الحيوي للتأمين في دعم الاقتصادات الصاعدة بالقارة.
ورغم تلك المؤشرات الإيجابية، أوضح الاتحاد أن معدل اختراق التأمين في أفريقيا لا يزال منخفضًا مقارنة بالمستويات العالمية، حيث لا تتجاوز مساهمة التأمين 3% من الناتج المحلي الإجمالي في القارة، مقابل متوسط عالمي يبلغ نحو 7%.
وأرجع التقرير هذا التفاوت إلى عدد من التحديات، أبرزها ضعف الوعي التأميني في قطاعات واسعة من السكان، وارتفاع معدلات الفقر، وغياب قواعد بيانات دقيقة لتقييم المخاطر وتسعيرها بشكل عادل، إضافة إلى محدودية الابتكار في تصميم المنتجات التأمينية وضعف التحول الرقمي في بعض الأسواق.
لكن في المقابل، أكد الاتحاد أن السنوات الأخيرة شهدت تطورًا نوعيًا في مجال التكنولوجيا التأمينية، خاصة في شرق وغرب أفريقيا، حيث بدأت شركات ناشئة في تقديم حلول رقمية مرنة تتيح الحصول على وثائق التأمين بسهولة عبر تطبيقات الهاتف المحمول ومنصات الدفع الإلكتروني، بما يفتح آفاقًا جديدة لتوسيع قاعدة المستفيدين.
وأشار الاتحاد إلى أن هذه التحولات تمثل نقلة نوعية نحو تعزيز الشمول التأميني وزيادة حجم الاستثمارات في القطاع، بما يدعم الاستقرار المالي ويسهم في بناء اقتصادات أكثر مرونة وقدرة على مواجهة الأزمات، موضحًا أن مستقبل القارة مرهون بمدى قدرتها على تحويل التأمين إلى أداة تنموية تساند جهود الإصلاح الاقتصادي وتدعم الطموحات التنموية للشعوب الأفريقية.







