رئيس اتحاد شركات التأمين: ملتقى شرم الشيخ منصة لتكامل الجهود نحو مستقبل أكثر استدامة لصناعة التأمين
رئيس اتحاد شركات التأمين: ملتقى شرم الشيخ منصة لتكامل الجهود نحو مستقبل أكثر استدامة لصناعة التأمين
كتبت – عبير أحمد
شهدت مدينة شرم الشيخ انطلاق فعاليات النسخة السابعة من ملتقى شرم الشيخ راندفو 2025، بحضور نخبة من القيادات المالية والتنظيمية المحلية والدولية، وعدد من الوزراء والمسؤولين وممثلي كبرى شركات التأمين وإعادة التأمين في المنطقة.
وفي كلمته الافتتاحية، رحب رئيس اتحاد شركات التأمين المصرية بالضيوف، مؤكدًا أن هذا الملتقى أصبح أحد أبرز المنصات الإقليمية للحوار البنّاء وتبادل الخبرات بين رواد صناعة التأمين، ومجالًا لاستعراض أحدث التطورات والابتكارات في القطاع.
وأشار إلى أن العام الجاري يمثل مرحلة مهمة في مسيرة الاتحاد، إذ شهدت صناعة التأمين في مصر طفرة غير مسبوقة بفضل الإصلاحات الاقتصادية والسياسات المالية الرشيدة، التي انعكست في نمو أقساط التأمين لتصل إلى 82.3 مليار جنيه بنهاية العام المالي 2023/2024، بزيادة 34% عن العام السابق، كما ارتفعت التعويضات المسددة إلى 37 مليار جنيه، فيما بلغت استثمارات الشركات 298 مليار جنيه بمعدل نمو 43%.
وأكد أن صدور قانون التأمين الموحد لعام 2024 شكّل نقطة تحول محورية في تاريخ القطاع، إذ أرسى أسسًا جديدة للتنظيم والتطوير المؤسسي، مشيرًا إلى أن احتفال الاتحاد بمرور أكثر من سبعين عامًا على تأسيسه مثل تتويجًا لمسيرة من العمل المتواصل والريادة في دعم الاقتصاد الوطني.
كما استعرض رئيس الاتحاد أبرز الفعاليات التي نظمها الاتحاد خلال العام، من بينها المؤتمر الرابع للتأمين متناهي الصغر والمؤتمر الإقليمي العاشر للتأمين الشامل في أفريقيا، بالتعاون مع مؤسسات تأمينية دولية كبرى، إلى جانب تنظيم منتدى الاتحاد الدولي للتأمين البحري لأول مرة في مصر، وعقد الندوة الإقليمية لجمعية الاكتواريين الدولية، فضلًا عن الماراثون السنوي السادس للتأمين الذي نظم تحت شعار “نجري معًا… نسبق الخطر بالتأمين”.
وفي إطار اهتمام الاتحاد بتنمية الكوادر المهنية، أشار إلى توقيع بروتوكولات تعاون مع عدد من الجامعات المصرية، من بينها كلية التجارة بجامعة القاهرة والجامعة الأمريكية بالقاهرة، لتأهيل الكفاءات الاكتوارية ودعم التعليم المهني المتخصص في مجالات التأمين.
وأوضح أن مجلس إدارة الاتحاد أطلق استراتيجية جديدة للفترة 2025–2029، تقوم على أربعة محاور رئيسية: توسيع نطاق الحماية التأمينية لتشمل فئات جديدة من المجتمع، ودعم الابتكار في مجالات التكنولوجيا التأمينية، وتعزيز مبادئ الاستدامة والحوكمة، إلى جانب ترسيخ الشفافية في السوق التأميني.
وفي هذا الإطار، أشار إلى توقيع بروتوكول تعاون مع هيئة الرعاية الصحية لدمج خدمات التأمين والرعاية الطبية، كخطوة نحو تطوير منظومة التأمين الصحي الشامل في مصر، إلى جانب الاستعداد لاستضافة المؤتمر السنوي الـ52 للمنظمة الأفريقية للتأمين في مايو 2026 بالقاهرة.
وأكد أن شعار الملتقى هذا العام «التأمين في ظل المتغيرات العالمية» يعكس التحديات التي يواجهها القطاع في ظل التطورات التكنولوجية والتحولات الجيوسياسية، مشددًا على أن التأمين لم يعد مجرد وسيلة للحماية، بل أصبح دعامة للاستقرار والتخطيط للمستقبل.
كما أعلن عن إطلاق مبادرة “Go Green” بالتعاون بين الهيئة العامة للرقابة المالية ومحافظة جنوب سيناء والاتحاد، لترسيخ مفهوم الاستدامة والمسؤولية البيئية في صناعة التأمين، فضلًا عن إطلاق حملة توعية إعلامية موسعة لتعزيز الثقافة التأمينية لدى المواطنين.
وفي ختام كلمته، وجه رئيس الاتحاد الشكر لرئيس مجلس الوزراء على رعايته الكريمة للحدث، وللدكتور محمد فريد رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية على دعمه المستمر لتطوير القطاع المالي غير المصرفي، كما أعرب عن تقديره للدكتور محمد معيط وزير المالية الأسبق لحصوله على وسام الشمس المشرقة الياباني، ولجميع الرعاة والشركاء المحليين والدوليين على دعمهم المستمر لإنجاح الملتقى.
وأكد أن الاتحاد سيواصل العمل بروح الفريق لتطوير صناعة التأمين المصرية وتعزيز دورها في دعم التنمية المستدامة، معربًا عن أمله في أن يكون ملتقى شرم الشيخ 2025 محطة جديدة نحو مستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا لصناعة التأمين في مصر والعالم العربي.
