تراجع حاد في أسهم شركات المعادن النادرة الأمريكية مع اقتراب اتفاق تجاري بين واشنطن وبكين
تراجع حاد في أسهم شركات المعادن النادرة الأمريكية مع اقتراب اتفاق تجاري بين واشنطن وبكين
شهدت أسهم شركات المعادن النادرة الأمريكية انخفاضًا جماعيًا حادًا في تداولات ما قبل الافتتاح، متأثرة بتقارير تشير إلى اقتراب الولايات المتحدة والصين من التوصل إلى اتفاق تجاري جديد، يتضمن تأجيل بكين فرض ضوابط تصدير صارمة على المعادن الأرضية النادرة التي تُعد محورًا استراتيجيًا في الصناعات التكنولوجية والعسكرية.
وتراجعت أسهم شركة كريتيكال ميتالز بنسبة تجاوزت 10%، فيما انخفضت أسهم يو إس إيه راير إيرث بنحو 8.6%، وإم بي ماتيريالز بنسبة 5.7%، وتريلوجي ميتالز بنسبة 8%، كما شهدت شركتا إنرجي فيولز ونيو كورب ديفيلوبمنتس تراجعًا بنسبة 4% و6% على التوالي، في انعكاس واضح لحالة الحذر التي تسيطر على المستثمرين تجاه مستقبل العلاقات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
ويأتي هذا الهبوط عقب تصريحات وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، الذي أكد في مقابلة تلفزيونية أن بلاده وبكين تقتربان من التوصل إلى تفاهم شامل لتجنب فرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 100% على السلع الصينية، مشيرًا إلى أن الصين تبدي استعدادًا لتأجيل تطبيق ضوابط التصدير على المعادن الأرضية النادرة.
ومن المنتظر أن يعقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ اجتماعًا حاسمًا يوم الخميس المقبل، يُتوقع أن يشهد وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق التجاري، بعدما أكد ترامب خلال جولته الآسيوية أن المفاوضات تسير في اتجاه إيجابي، معربًا عن احترامه الكبير للرئيس الصيني.
وكان ترامب قد لوّح في وقت سابق بفرض رسوم جمركية مضاعفة على الواردات الصينية اعتبارًا من مطلع نوفمبر، في خطوة اعتُبرت تصعيدًا جديدًا في الحرب التجارية المشتعلة بين البلدين، والتي ألقت بظلالها على الأسواق العالمية وأسعار المواد الخام.
من جانبها، أعلنت الصين في أكتوبر الماضي عن إطار تنظيمي جديد يهدف إلى تقييد صادرات المعادن الأرضية النادرة، في رسالة واضحة للغرب تعكس حساسية الملف وأهميته الاستراتيجية، لاسيما أن بكين تسيطر على ما يقرب من 70% من إنتاج العالم من هذه المعادن، وتقوم بتنقية نحو 90% من إجمالي الكميات المستخدمة في الصناعات المتقدمة.
ويرى محللون أن تأجيل الصين لهذه القيود يمثل خطوة تهدئة مرحلية قد تتيح للطرفين مساحة لإعادة بناء الثقة واستقرار الأسواق، خاصة مع اعتماد العديد من الصناعات الأمريكية على الإمدادات الصينية من تلك المعادن الحيوية.
وأشار تقرير صادر عن شركة وولف للأبحاث إلى أن الاتفاق المرتقب بين واشنطن وبكين قد يشمل تمديد الهدنة التجارية لمدة عام، مع تأجيل تطبيق أي ضوابط جديدة، وهو ما اعتبره الخبراء خيارًا أكثر مرونة من فرض نظام تراخيص معقد قد يعرقل حركة التجارة العالمية.
وتبقى الأنظار متجهة نحو القمة المرتقبة بين الزعيمين، باعتبارها لحظة مفصلية يمكن أن تحدد اتجاه العلاقات الاقتصادية بين البلدين خلال الفترة المقبلة، في وقت تشهد فيه الأسواق حالة ترقب غير مسبوقة بين آمال التهدئة ومخاوف التصعيد.







